live stream channel free advertisment links

الأحد، ١٧ أغسطس ٢٠٠٨

حقيبة الإسعاف التي نص عليها قانون المرور الجديد !!!


ليس بالحقيبة وحدها ننقذ المصابين
تطوير مرافق الإسعاف‏..‏ أهم من الشنطة

تثير حقيبة الإسعاف التي نص عليها قانون المرور الجديد جدلا كبيرا بين المواطنين وقائدي المركبات‏,‏ حتي الأطباء‏!!‏ وبينما تمتلئ الأسواق بحقائب غير مطابقة للمواصفات‏,‏ وفي وقت يحذر فيه الأطباء من خطورة علاج مصابي حوادث الطرق من غير متخصصين‏..‏ ترتفع الأصوات المطالبة بإضافة ثمن حقيبة الإسعاف إلي الترخيص‏,‏ واستخدام الحصيلة في تطوير مرافق الإسعاف‏.‏

تقول السيدة‏(‏ م‏.‏ج‏):‏ لدي سيارة استخدمها في تنقلاتي‏,‏ وعندما طرح موضوع حقيبة الإسعاف‏,‏ وضرورة وجودها في السيارة كنت في منطقة وسط البلد‏,‏ ووجدت بائعا يلتف حوله عدد كبير من الناس لشراء الحقيبة التي يبيعها‏,‏ وانتهزت الفرصة وقمت بشراء واحدة وفوجئت بعدها بتصريحات للمسئولين بأن هذه الحقائب غير صالحة وغير مطابقة للمواصفات‏!‏

والحقيقة أن موضوع الحقيبة بالذات يثير جدلا وحيرة لدي كل مواطن لديه سيارة‏,‏ فعندما يقع حادث من يستطيع استخدام محتويات الحقيبة؟ وهل الأمر وقتها يسمح بقراءة الدليل الموجود‏,‏ وأيضا في ظل سلوكيات الناس في هذه الظروف ألن تتلوث محتويات الحقيبة من أيدي الناس؟‏..‏ تساؤلات عديدة مطروحة وألغاز حول الإصرار علي وجود تلك الحقيبة المزعومة في السيارة وهناك شكوك في أن المسألة وراءها منفعة ما‏,‏ لكن النقطة الأهم في الموضوع أن الدولة تتخلي عن مسئولياتها تجاه المواطن عند وقوع حادث مروري‏,‏ فبدلا من الحديث عن دور الإنقاذ والإسعاف وتطويره تطلب من المواطن أن يرتدي رداء الطبيب‏,‏ ويتعامل مع الحادث الطارئ بل يمكن القول إن الطبيب نفسه قد لا يستطيع أن يفعل شيئا في الحادث ويكون الحل هو الإسراع بتوصيل المصاب لأقرب مستشفي‏.‏

ويقول أيمن محمود‏(‏ صاحب سيارة‏):‏ حقيبة الإسعاف غير ذات أهمية في السيارة‏,‏ وهذا ليس رأيي وحدي بل رأي الكثير من أصحاب السيارات من زملائي وأقاربي وجيراني وأري أنه بدلا من فرضها علينا وهي تمثل عبئا نقترح إضافة ثمنها عند ترخيص السيارة أو تجديد الترخيص وتوجيه الحصيلة لإنشاء نقاط إسعاف علي الطرق وتطوير النقاط الموجودة بالفعل التي ليس لها وجود فعلي عند وقوع حوادث إذ أنها مجرد ديكور‏,‏ فحقيبة الإسعاف لن تشفي أي مصاب في حادث‏,‏ نحن لسنا أطباء‏,‏ والحقيبة سوف تحتاج لتغيير كل فترة بحجة انتهاء الصلاحية والتعقيم وغيره‏,‏ ولذلك أقول‏:‏ ارحمونا من هذا الجدل العقيم حول الحقيبة‏,‏ والأهم أن يتحمل المسئولون دورهم في التعامل مع الحوادث مثلما يحدث في كل دول العالم‏.‏

الحقيبة في الخارج مختلفة
يقول الدكتور أسامة عقيل‏(‏ أستاذ هندسة الطرق والمروربكلية الهندسة جامعة عين شمس‏):‏ حقيبة الإسعاف في الخارج تكون مع السيارة الجديدة عندما يشتريها المواطن مثلها مثل طفاية الحريق ولكن تلك الحقيبة تكون مواصفاتها ومكوناتها بسيطة وليس مثلما يقال عندنا ـ علي سبيل المثال ـ الحقيبة في الخارج عبارة عن مواد مساعدة وغير قابلة للتلف‏,‏ لا يوجد ما يسمي أدوات معقمة وأخري غير معقمة‏,‏ بل أشياء في أكياس تصلح للاستخدام مرة واحدة ولا توجد بالحقيبة سوائل مثل الميكروكروم‏,‏ ثالثا‏:‏ لا يوجد تعامل مطلقا مع حالات الكسور والحرائق في حوادث الطرق لأن تلك الحالات تحتاج لأخصائي في التعامل معها وتحريكها إذ قد تتفاقم الإصابة ويتعرض المصاب لخطر أكبر‏,‏ لذلك لايوجد بالحقيبة أي شيء له علاقة بالحروق والكسور‏.‏

ويكون الاهتمام بالحوادث من خلال وحدات إسعاف كل مسافة علي الطرق وكلما زادت إمكانات الدولة قلت المسافة بين وحدة وأخري‏,‏ فقد توجد هذه الوحدات كل‏10‏ كيلو مترات أو‏25‏ كيلو مترا‏,‏ بالإضافة إلي الإسعاف الطائر للتعامل مع الحوادث علي الطرق السريعة وفوق الكباري وطبعا من الضروري وجود إمكانات في وحدات الإسعاف للتعامل مع الحوادث‏,‏ وهذا الإجراء هو المنتشر في جيمع دول العالم‏.‏ لذلك أقترح أن يدفع صاحب أي سيارة‏40‏ جنيها ثمن الحقيبة في إدارة المرور عند ترخيص السيارة أو تجديد الرخصة ولدينا في مصر حوالي‏40‏ مليون سيارة وهذا يعني أن الحصيلة سوف تصل إلي ملايين الجنيهات في المرة الواحدة يمكن توجيهها لإنشاء إسعاف طائر وتطوير وإنشاء وحدات الإسعاف علي الطرق المختلفة‏,‏ وهذا التوجيه هو الأهم بدلا من وجود حقيبة ليست لها أهمية‏.‏

وما الوضع لو أن الحادث وقع لسيارة ميكروباص بها عدد من المواطنين وبداخلها حقيبة واحدة أو أتوبيس به عدد أكبر من الركاب؟ بصراحة هذا الكلام عن الحقيبة غير منطقي وغير مدروس وأتمني أن تهتم وسائل الإعلام بموضوع الحقيبة وعدم أهميتها وتوجيه الاهتمام بتطوير مرافق الإسعاف‏,‏ إذ من يضمن أن تظل الحقيبة بحالتها في السيارة عند وقوع حادث‏!‏

وعن الرأي الطبي المتخصص عن الحقيبة والمصابين‏,‏ يقول الدكتور مجدي جمال‏(‏ أستاذ جراحة العمود الفقري بطب عين شمس‏):‏ أي إنسان يمتلك سيارة لديه بداخلها حقيبة بها أشياء بسيطة ليست لها علاقة بالحوادث مثل أدوية يستخدمها‏,‏ ولنتصور وقوع حادث سيارة علي الطريق والسيناريو الذي سيحدث أنه بدافع من الشهامة سيتجمع المارة ويتطوع كل واحد للمساعدة‏,‏ منهم من يريد حمل المصاب أو إعطاءه القليل من الماء‏,‏ وكلها محاولات تضر أكثر مما تفيد‏,‏ ففي حالات الكسر الحركة فقد تؤدي إلي الشلل‏,‏ وكثيرا ما نجد في المستشفيات المصاب يقول ذراعي أو ساقي كنت أستطيع تحريكه وقت الحادث والآن أصيب بالشلل‏,‏ وهذا صحيح لأن الحركة الخاطئة ضاعفت الكسر وأدت إلي الشلل‏,‏ أما الماء الذي قد يشربه المصاب قد يودي بحياته ويصل للرئة‏,‏ سمعت مثلا عن وجود ملاءة فازلين للتعامل مع الحروق تكون موجودة بالحقيبة‏,‏ وهذا أيضا شيء خاطئ لأنها تجف بفعل الشمس ثم من يستطيع فردها ووضعها علي الشخص المحترق؟

بصراحة‏..‏ وجود حقيبة إسعاف بالسيارة قد يغري الناس علي التعامل الخاطئ بها عند وقوع حوادث‏,‏ والشيء الوحيد المطلوب وقتها عند حدوث نزيف لمصاب هو ربط مكان الإصابة لوقف النزيف وترك المصاب مكانه لحين حضور الإسعاف‏,‏ فكثيرا ما نتواجد في أماكن حوادث ولا نستطيع أن نفعل أكثر من ذلك‏.‏ أما مسألة تعقيم محتويات الحقيبة ومطابقتها للمواصفات فهذا كلام غير عملي ولم يخضع للدراسة الجادة‏,‏ وهل رباط الشاش له مواصفات‏,‏ وهل وردية الشرطة ستوقف السيارة لمعاينة مدي مطابقة الحقيبة للمواصفات؟‏!‏ الأجدي هو تطوير الإسعاف ولو بثمن الحقيبة لأن الذي يهمنا هو حياة المواطن‏.‏


المصدر : الأهرام

0 التعليقات:

Add to Google Reader or Homepage

Subscribe in NewsGator Online

Subscribe in Rojo

Add to My AOL

Add to netvibes

Subscribe in Bloglines

Subscribe in NewsAlloy

Add to fwicki

Add to flurry

Add ????? ?????? ?????? to ODEO

Add to Pageflakes

  © Blogger template Fishing by Ourblogtemplates.com 2008

Back to TOP