live stream channel free advertisment links

الجمعة، ١٢ سبتمبر ٢٠٠٨

بعد حادث انهيار جبل المقطم .. ما خفي كان أخطر !!


رئيس هيئة الاستشعار عن بعد‏: ‏منطقة ثانية بالدويقة معرضة للانهيار‏!‏

كشف حادث انهيار جبل المقطم علي سكان الدويقة الكثير من بؤر الخطر التي أظهرتها بوضوح خرائط هيئة الاستشعار عن بعد ورجال المساحة الجيولوجية‏..‏ فهل صحيح ان ما خفي كان أخطر؟

يبدو أن كارثة منطقة الدويقة لا تحتاج لعلاج حاسم وسريع‏,‏ فالحلول السريعة أمام مشكلة كهذه لن تحل إلا جزءا ضئيلا وسطحيا من المشكلة‏,‏ ثم تبقي الكارثة الحقيقية كامنة لبعض الوقت لتنفجر من جديد وربما بصورة أكثر ألما مما نعايشه اليوم‏.‏ ولعل أكثر فئات المجتمع غضبا من كارثة الدويقة هم علماء هيئة الاستشعار عن بعد والذين نبهوا إلي الكارثة وأفاضوا علي مدي سنوات طويلة في دراسات تحدد مناطق الانهيارات الصخرية بالمقطم‏,‏ والمواقع التي يجب إزالتها والمواقع البديلة الصالحة للعمران‏.‏ ورغم مرور أكثر من‏14‏ سنة علي هذه الأبحاث إلا أن الحادث الأخير جاء ليؤكد أن الخطر مازال قائما وأن مناطق أخري بالدويقة معرضة لنفس الحادث أو ما هو أسوأ‏,‏ لذلك يجب العمل من الآن علي إعادة رسم المنطقة حفاظا علي أرواح الناس من شبح تكرار الكارثة‏.‏

يقول د‏.‏ أيمن الدسوقي رئيس الهيئة إن هذا هو الانهيار الثالث بمنطقة المقطم ومنذ عام‏1993‏ حرصنا علي إجراء دراسات مستفيضة علي المنطقة حيث تم تقسيم المقطم‏6‏ قطاعات‏,‏ وأجريت الدراسات مع جهات بحثية مختلفة بجامعتي القاهرة وعين شمس و شبكة رصد الزلازل بمعهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية وهيئة المساحة الجيولوجية‏.‏ وحتي تكون الدراسات الصادرة متكاملة سواء من النواحي العلمية المعنية بطبيعة التربة والإنشاءات المقامة في المنطقة والعوامل الطبيعية أو البشرية التي قد تؤدي الي تخلخل التربة‏,‏ أو النواحي الاجتماعية المتمثلة في واقع سكان العشوائيات وإمكانية نقلهم لأماكن قريبة من مناطق سكنهم الأولي بما لا يؤثر علي فرص عملهم‏.‏ وتم البدء بالمناطق الشديدة الخطورة والأكثر عرضة لانهيارات صخرية وهي منطقة منشأة ناصر والدويقة‏.‏

ومما يدعو للغضب أنه للأسف هناك أمور كثيرة تشعر الباحث بأنه لا قيمة لما يقوم به‏,‏ فالمشروع البحثي الذي بدأناه عام‏1993‏ واستمر حتي‏2002‏ كان من المقرر له رصد‏6‏ قطاعات‏,‏ للمقطم‏,‏ وبالفعل رصدنا‏4‏ قطاعات من المقطم والمناطق المحيطة بها خلال‏4‏ دراسات ثم توقف التمويل من أكاديمية البحث العلمي‏.‏ الأسوأ من ذلك هو أن محافظة القاهرة لم تتلق منا إلا الدراسة الأولي والمعنية بمنطقة أسفل المقطم والدويقة ومنشأة ناصر ثم انقطع الاتصال بين المحافظة وهيئة الاستشعار عن بعد‏.‏ ورغم وضع الشروط والمعايير للبناء سواء علي الهضبة العليا أو السفلي أو الوسطي‏,‏ إضافة الي تحديد الهيئة منذ أكثر من‏14‏ سنة وباستخدام تقنيات أبسط بكثير من التقنيات المتاحة اليوم للمناطق المعرضة للانهيار إلا أن كل هذه الأبحاث والتحذيرات وضعت في الأدراج ولم يعرها أحد اهتماما‏.‏ ولعل الدليل المؤكد علي ذلك حجم المخالفات الإنشائية والتي يتم رصدها وتصويرها دوريا عبر الأقمار الصناعية‏.‏ وطبقا لآخر صورة التقطت في شهر يوليو‏2008‏ عبر القمر الفرنسي فإن هناك مخالفات صريحة حول حواف المقطم وأسفل الهضبة‏.‏

وكما هو معروف فإن هناك عوامل بشرية وطبيعية تؤدي الي تحلل حافة المقطم حيث تبدأ الظاهرة علي صورة تسرب لمياه الصرف من خلال الشقوق والفواصل بالحجر الجيري وتعرض سطح الجبل لأبخرة وأدخنة تعمل علي تآكل سطحه الخارجي‏.‏ وبمرور الوقت تتسع الشقوق والفواصل وتنتفخ الطبقات الداخلية لتشبعها بالمياه مما يؤدي الي تمدد الحواف وسقوط الكتل الصخرية تحت تأثير الجاذبية الأرضية‏.‏

ويقول د‏.‏ محمد نجيب حجازي الباحث بالهيئة إنه بالعودة إلي مشكلة منطقة الدويقة ففي عام‏1994‏ قامت الهيئة برسم خريطة لمناطق الخطورة بشمال جبل المقطم وبالتحديد منطقة منشأة ناصر والدويقة‏,‏ وقسمنا المخاطر الي‏7‏ أنواع طبقا للطبيعة الجيولوجية للمنطقة والسيناريوهات المحتملة من تساقط صخور أو انهيارات صخرية أو تدحرج كتل صخرية‏.‏ وفي هذه الدراسة أشرنا الي وجود منطقتين في الدويقة معرضتين لانهيارات صخرية وهو ما حدث بالفعل‏,‏ في حين مازالت المنطقة الثانية تمثل مصدر تهديد علي سكان المنطقة وهي ليست بعيدة عن المنطقة الأولي التي وقع فيها الحادث‏.‏

إضافة لذلك هناك مناطق أخري أشرنا إلي أنها تمثل خطورة ومعرضة لانهيارات صخرية مثل بعض المناطق المحيطة بمدينة الحرفيين وقرية الزبالين ومنطقة المدارس المجاورة لها‏.‏ وفيما يتعلق بحواف المقطم فقد شهدت تراجعا كبيرا بمقدار‏15‏ مترا خلال‏18‏ عاما وهو ما ظهر واضحا من صور منطقة الهضبة منذ عام‏1976‏ حتي عام‏1994‏ هذا التراجع مؤشر خطر ويتم بمعدل متسارع يصل الي‏80‏ سم كل عام وهو معدل كبير ويدعو الي ضرورة رصد وإعادة دراسة المنطقة خاصة مع زيادة معدل التشييد وارتفاع المسببات البيئية والبشرية المسببة لانهيار الكتل الصخرية علي حواف الهضبة‏.‏ وما يجب تأكيده كما يوضح الدكتور محمد نجيب حجازي ـ هو أن المقطم أرض ذات طبيعة خاصة ولا يمكن الاستفادة بكل أراضيها في التعمير والإسكان‏,‏ فبعض أراضيها لا يصلح إلا أن يكون محمية طبيعية أو حديقة للنباتات الصحراوية التي لا تحتاج للري الكثيف‏.‏

وبالنسبة للفوالق و الصدوع الموجودة علي هضبة المقطم فرغم أن هذه الفوالق غير نشيطة إلا أن هناك شروطا ومعايير يجب أن تراعي عند البناء علي منطقة الفوالق‏,‏ أولا تحديد مكان الفالق وطبيعة انحداره ويجب عدم البناء علي جانبي فالق لأنه عند حدوث أي اهتزاز أرضي فإن المبني المقام علي جانبي الفالق ستتحرك أجزاؤه بطريقة غير متساوية مما يؤدي لانهيار المبني‏,‏ لذلك يجب أن تكون المباني علي جانب واحد من الفالق وعند توصيل المرافق مثل المياه والصرف الصحي يجب وضع وصلات مرنة لا تنكسر بسبب أي اهتزازات أرضية‏.‏ أما بالنسبة للهضبة الوسطي فيجب إجراء دراسات تحت سطحية قبل الإنشاء خاصة أن المنطقة مملوءة بالكهوف أسفل التربة‏.‏

ويؤكد الدكتور محمد نجيب حجازي أن المعلومات والدراسات التي أجريت علي المقطم قديمة ويجب تحديثها ومن الضروري الاستعانة بالتكنولوجيات الحديثة لعلاج ظاهرة الانهيارات الصخرية بالمقطم والتنبؤ بالكوارث مسبقا‏,‏ فهناك برامج كمبيوتر تضع سيناريوهات للكوارث وسبل التعامل معها ومثل هذا البرامج يتم الاستعانة بها في الولايات المتحدة لدراسة سبل التعامل مع الكوارث الطبيعية وكيفية التصدي للمشكلات مبكرا‏,‏ إضافة لذلك يجب وضع أجهزة استشعار خاصة بالمناطق المهددة بالانهيارات الصخرية وإجراء دراسات دورية علي هذه المناطق وذلك للتنبؤ بالكوارث‏.


المصدر : الأهرام


0 التعليقات:

Add to Google Reader or Homepage

Subscribe in NewsGator Online

Subscribe in Rojo

Add to My AOL

Add to netvibes

Subscribe in Bloglines

Subscribe in NewsAlloy

Add to fwicki

Add to flurry

Add ????? ?????? ?????? to ODEO

Add to Pageflakes

  © Blogger template Fishing by Ourblogtemplates.com 2008

Back to TOP